نبذة تاريخية عن أفلام الرسوم المتحركة
قبل إنتاج الرسوم المتحركة تم في القرن الـ 19 تطوير جهاز يسمى "الديداليوم" الذي ابتكره (وليم جورج هورنر) عام 1834م، وهو عبارة عن شكل أسطواني يوضع عليه شريط ورقي مليء برسوم متسلسلة، وعندما يدير المشاهد الجسم الأسطواني، وينظر من خلال فتحات تعلو سطحه، تبدو الأشكال المرسومة وكأنها تتحرك، وقد ساهم مثل هذا الجهاز في التمهيد لاختراع الرسوم المتحركة.
المحاولات المبكّرة للرسوم المتحركة:
كان البريطاني (آرثر ملبورن كوبر) من أوائل الذين قاموا بإنجاز أفلام للرُّسوم المتحركة، إذ قام عام 1899م بتصوير سلسلة من تشكيلات من أعواد الكبريت على إطارات منفصلة من شريط فيلمي، على سبيل الدعاية لإحدى السلع التجارية.
تم تلاه الأمريكي (جيمس ستيوارت بلاكسُتن) ليكون أول من قام بتصوير الرسوم في إطارات فيلمية متصلة، حيث قام عام 1906م بإعداد شريطاً أسماه (الجوانب الفكاهية في الوجوه المضحكة)، نفذه عن طريق تصوير رسومات بالطباشير على السبورة على مراحل متتالية.
ومن أهم الرواد في هذا المجال أيضًا، الفرنسي (إميل كول)، الذي أنجز 200 فيلم من أفلام الرسوم المتحركة القصيرة في الفترة بين عامي 1908م و 1918م .
وفي عام 1911م، قام رسام الرُّسوم المتحركة الأمريكي الشهير (ونسور ماكي) بعرض فيلمه الأول للرسوم المتحركة المسمى (نيمو الصغير) بمدينة نيويورك، وظهر أشهر أفلامه للرسوم المتحركة، المسمى (الديناصور جيرتي) عام 1914م.
وفي عام 1914م، قام الأمريكي (جون راندولف بريي)، بإدخال أنظمة التنسيق الانسيابي على عمليات تحضير الرسوم المتحركة، فأصبحت معامل التصوير تعمل بشكل آلي مما أدَّى إلى سرعة الإنجاز، وانخفاض تكاليف الإنتاج. وانضم (بريي) فيما بعد إلى فنان الرسوم المتحركة الأمريكي (آيرل هيرد) مخترع أسلوب لوحات السيلولوز؛ ليوحدا مجهوداتهما في مجال الإنتاج. وقد أحدث اتحادهما طفرة كبيرة في المجالات التقنية للرسوم المتحركة.
وبحلول عام 1915م شرعت معامل تصوير السينما الأمريكية في إنتاج العديد من المجموعات المسلسلة لأفلام الرسوم المتحركة. وقد قام رسام متقاعد للرسوم الهزلية، يُدعى (ماكس فليتشر) بابتكار شخصيات كوكو البهلوان، وبيتي بوب والبحار بوباي، كما ابتكر رسام آخر يُدعى (بات سوليفان) سلسلة القط فيليكس، كما اشتهرت أيضا شخصية كريزي كات، وكان بعض الشخصيات قد ظهر في صفحات الرسوم الكاريكاتيرية الصحفية.
وفي الوقت الذي ركّز فيه فنانو الرسوم المتحركة الأمريكيون على الجوانب التشخيصية، كان الأوروبيون يعملون على تحديث الجوانب التقنية للأفلام، إذ قام الألماني (لوت رينيجر) باستعمال الأشكال السوداء على خلفية مضاءة في أفلامه القصيرة. كما قام بعض الفنانين الأوروبيين باستعمال الأشكال التجريدية في أفلامهم بغرض التجريب، كالألماني فولتر روتمان و أوسكار فيشينجر، حيث قاما بإنتاج أفلام قصيرة للرسوم المتحركة اعتمدت على التجريدات الهندسية.
ويعد والت ديزني أكثر منتجي أفلام الرسوم المتحركة شهرة، إذ يعود إليه الفضل في ابتكار أشهر شخصيات أفلام الكرتون، كشخصية ميكي ماوس و دونالد داك وجوفي و بلوتو، وقد كرَّس جهوده بين عامي 1928م و1938م في تطوير الجوانب التشخيصية لأفلام الرسوم المتحركة، وأنتج فيلم (ستيمبوت ويلي) عام 1928م، كأول الشرائط الناطقة من أفلام الرسوم المتحركة، وهو من بطولة ميكي ماوس،
وقام ديزني في الفترة بين عامي 1929م و1939م بإنتاج سلسلة من أفلام الكرتون تحت اسم السيمفونيات البلهاء. وقد أقدم عام 1937م على إنتاج بيضاء الثلج والأقزام السبعة كأول أفلام الكرتونية الطويلة، كما تشمل أفلام ديزني الطويلة الأخرى بينوكيو (1940م)، دمبو (1941م)؛ بامبي (1942م).
وخلال الثلاثينيات والأربعينيات من القرن العشرين الميلادي، أقدم كل من وليم حنا، و جوزيف باربيرا، من شركة مترو جولدن ماير، على إنتاج سلسلة من أفلام الرُّسوم المُتحرِّكة القصيرة من بطولة الثنائي توم وجيري وهما قط وفأر. وأنتج وولتر لانتز من شركة يونيفرسال أفلاما قصيرة من بطولة الأرنب أوزوالد. وقام لانتز فيما بعد بتقديم الطائر وودي وودبيكر. كما أسندت شركة وارنر برازرز إلى كل من تكْس إفري، وتشْك جونز، وفريتز فريلنج مهمة إخراج أفلام رسوم متحركة قصيرة بطولة بغز بني، ودفي دَكْ وإلمَر فَدْ وبوركي بج.
توم وجيري لباربيرا ووليم حنا
وأنجز نورمان ماكلارين خلال هذه الفترة أفلامًا للرسوم المتحركة نالت قدرًا من الاستحسان، وقد ذاعت شهرته لأسلوبه في التلوين المباشر على لوحات الرسوم المتحركة، و أفلام التحريك بنقاط الإضاءة الإلكترونية.
وفي أوائل الأربعينيات من القرن العشرين الميلادي انفصل عدد كبير من فناني الرسوم المتحركة عن معامل تصوير ديزني، وكونوا تجمعًا يسمى اتحاد أصحاب الإنتاج الأمريكي، وكانوا يرفضون أسلوب الواقعية الطبيعية لوالت ديزني، ويفضِّلون تركيز اللمسات القوية، والمسطحات اللونية الصريحة السائدة في الاتجاهات التشكيلية الحديثة.
وانفصلت فيما بعد مجموعة من فناني الرسوم المتحركة عن الاتحاد الأمريكي ليكوّنوا شركاتهم الخاصة. كان من بينهم جون هبْلي وزوجته فيث، وقد قاما بتنفيذ أعمال وسعت المحتوى الدرامي وأساليب التشخيص في أفلام الرسوم المتحركة. شمل أشهرها طائر القمر (1959م)؛ يوم عاصف (1967م)؛ كوكاودي (1973م).
وفي منتصف الخمسينيات من القرن العشرين الميلادي بدأت التجارب لتنفيذ الرسوم المتحركة بالحاسوب الرقمي مع بداية انتشاره، ومنذ منتصف السبعينيات من القرن العشرين الميلادي ازداد الاعتماد على الحاسوب في تنفيذ أفلام الرُّسوم المتحرِّكة الطويلة، وإعلانات التليفزيون.
وفي الثمانينيات قام المخرج السينمائي ستيفن سبيلبيرج بعرض فيلمه الأول للرسوم المتحركة (أمَرِكان تيل) عام 1986م، كما تعاون سبيلبيرج مع استوديوهات والت ديزني في تنفيذ من قام بتوريط الأرنب روجر (1988م) وهو فيلم نجح في الجمع ما بين مغامرات الأفلام الروائية والرسوم المتحركة.
وقد أدَّى الاعتماد على التقنيات الحديثة، كتنفيذ الرسومات بالحاسوب في أواخر القرن العشرين الميلادي إلى تلاشي الحواجز القائمة بين الواقع الحي للفيلم الروائي والرسوم المتحركة.
فن الأنمي:
كارتون ساندي بيل أحد أفلام فن الأنمي الياباني
خلال سنوات التسعينيات من القرن العشرين ظهر (فن الأنمي) كأحد أنواع الرسوم المتحركة التي تنتجها اليابان، ولفظ الأنمي مشتق من اللفظ الانجليزي (animation) أي الرسوم المتحركة، ويتميز هذا النوع من الرسوم المتحركة بالجودة العالية في رسم الصور، وقد ذاعت شهرته في العديد من البلدان وخاصة البلدان العربية حيث يتم دبلجته إلى اللغات الأخرى
قبل إنتاج الرسوم المتحركة تم في القرن الـ 19 تطوير جهاز يسمى "الديداليوم" الذي ابتكره (وليم جورج هورنر) عام 1834م، وهو عبارة عن شكل أسطواني يوضع عليه شريط ورقي مليء برسوم متسلسلة، وعندما يدير المشاهد الجسم الأسطواني، وينظر من خلال فتحات تعلو سطحه، تبدو الأشكال المرسومة وكأنها تتحرك، وقد ساهم مثل هذا الجهاز في التمهيد لاختراع الرسوم المتحركة.
المحاولات المبكّرة للرسوم المتحركة:
كان البريطاني (آرثر ملبورن كوبر) من أوائل الذين قاموا بإنجاز أفلام للرُّسوم المتحركة، إذ قام عام 1899م بتصوير سلسلة من تشكيلات من أعواد الكبريت على إطارات منفصلة من شريط فيلمي، على سبيل الدعاية لإحدى السلع التجارية.
تم تلاه الأمريكي (جيمس ستيوارت بلاكسُتن) ليكون أول من قام بتصوير الرسوم في إطارات فيلمية متصلة، حيث قام عام 1906م بإعداد شريطاً أسماه (الجوانب الفكاهية في الوجوه المضحكة)، نفذه عن طريق تصوير رسومات بالطباشير على السبورة على مراحل متتالية.
ومن أهم الرواد في هذا المجال أيضًا، الفرنسي (إميل كول)، الذي أنجز 200 فيلم من أفلام الرسوم المتحركة القصيرة في الفترة بين عامي 1908م و 1918م .
وفي عام 1911م، قام رسام الرُّسوم المتحركة الأمريكي الشهير (ونسور ماكي) بعرض فيلمه الأول للرسوم المتحركة المسمى (نيمو الصغير) بمدينة نيويورك، وظهر أشهر أفلامه للرسوم المتحركة، المسمى (الديناصور جيرتي) عام 1914م.
وفي عام 1914م، قام الأمريكي (جون راندولف بريي)، بإدخال أنظمة التنسيق الانسيابي على عمليات تحضير الرسوم المتحركة، فأصبحت معامل التصوير تعمل بشكل آلي مما أدَّى إلى سرعة الإنجاز، وانخفاض تكاليف الإنتاج. وانضم (بريي) فيما بعد إلى فنان الرسوم المتحركة الأمريكي (آيرل هيرد) مخترع أسلوب لوحات السيلولوز؛ ليوحدا مجهوداتهما في مجال الإنتاج. وقد أحدث اتحادهما طفرة كبيرة في المجالات التقنية للرسوم المتحركة.
وبحلول عام 1915م شرعت معامل تصوير السينما الأمريكية في إنتاج العديد من المجموعات المسلسلة لأفلام الرسوم المتحركة. وقد قام رسام متقاعد للرسوم الهزلية، يُدعى (ماكس فليتشر) بابتكار شخصيات كوكو البهلوان، وبيتي بوب والبحار بوباي، كما ابتكر رسام آخر يُدعى (بات سوليفان) سلسلة القط فيليكس، كما اشتهرت أيضا شخصية كريزي كات، وكان بعض الشخصيات قد ظهر في صفحات الرسوم الكاريكاتيرية الصحفية.
وفي الوقت الذي ركّز فيه فنانو الرسوم المتحركة الأمريكيون على الجوانب التشخيصية، كان الأوروبيون يعملون على تحديث الجوانب التقنية للأفلام، إذ قام الألماني (لوت رينيجر) باستعمال الأشكال السوداء على خلفية مضاءة في أفلامه القصيرة. كما قام بعض الفنانين الأوروبيين باستعمال الأشكال التجريدية في أفلامهم بغرض التجريب، كالألماني فولتر روتمان و أوسكار فيشينجر، حيث قاما بإنتاج أفلام قصيرة للرسوم المتحركة اعتمدت على التجريدات الهندسية.
ويعد والت ديزني أكثر منتجي أفلام الرسوم المتحركة شهرة، إذ يعود إليه الفضل في ابتكار أشهر شخصيات أفلام الكرتون، كشخصية ميكي ماوس و دونالد داك وجوفي و بلوتو، وقد كرَّس جهوده بين عامي 1928م و1938م في تطوير الجوانب التشخيصية لأفلام الرسوم المتحركة، وأنتج فيلم (ستيمبوت ويلي) عام 1928م، كأول الشرائط الناطقة من أفلام الرسوم المتحركة، وهو من بطولة ميكي ماوس،
وقام ديزني في الفترة بين عامي 1929م و1939م بإنتاج سلسلة من أفلام الكرتون تحت اسم السيمفونيات البلهاء. وقد أقدم عام 1937م على إنتاج بيضاء الثلج والأقزام السبعة كأول أفلام الكرتونية الطويلة، كما تشمل أفلام ديزني الطويلة الأخرى بينوكيو (1940م)، دمبو (1941م)؛ بامبي (1942م).
وخلال الثلاثينيات والأربعينيات من القرن العشرين الميلادي، أقدم كل من وليم حنا، و جوزيف باربيرا، من شركة مترو جولدن ماير، على إنتاج سلسلة من أفلام الرُّسوم المُتحرِّكة القصيرة من بطولة الثنائي توم وجيري وهما قط وفأر. وأنتج وولتر لانتز من شركة يونيفرسال أفلاما قصيرة من بطولة الأرنب أوزوالد. وقام لانتز فيما بعد بتقديم الطائر وودي وودبيكر. كما أسندت شركة وارنر برازرز إلى كل من تكْس إفري، وتشْك جونز، وفريتز فريلنج مهمة إخراج أفلام رسوم متحركة قصيرة بطولة بغز بني، ودفي دَكْ وإلمَر فَدْ وبوركي بج.
توم وجيري لباربيرا ووليم حنا
وأنجز نورمان ماكلارين خلال هذه الفترة أفلامًا للرسوم المتحركة نالت قدرًا من الاستحسان، وقد ذاعت شهرته لأسلوبه في التلوين المباشر على لوحات الرسوم المتحركة، و أفلام التحريك بنقاط الإضاءة الإلكترونية.
وفي أوائل الأربعينيات من القرن العشرين الميلادي انفصل عدد كبير من فناني الرسوم المتحركة عن معامل تصوير ديزني، وكونوا تجمعًا يسمى اتحاد أصحاب الإنتاج الأمريكي، وكانوا يرفضون أسلوب الواقعية الطبيعية لوالت ديزني، ويفضِّلون تركيز اللمسات القوية، والمسطحات اللونية الصريحة السائدة في الاتجاهات التشكيلية الحديثة.
وانفصلت فيما بعد مجموعة من فناني الرسوم المتحركة عن الاتحاد الأمريكي ليكوّنوا شركاتهم الخاصة. كان من بينهم جون هبْلي وزوجته فيث، وقد قاما بتنفيذ أعمال وسعت المحتوى الدرامي وأساليب التشخيص في أفلام الرسوم المتحركة. شمل أشهرها طائر القمر (1959م)؛ يوم عاصف (1967م)؛ كوكاودي (1973م).
وفي منتصف الخمسينيات من القرن العشرين الميلادي بدأت التجارب لتنفيذ الرسوم المتحركة بالحاسوب الرقمي مع بداية انتشاره، ومنذ منتصف السبعينيات من القرن العشرين الميلادي ازداد الاعتماد على الحاسوب في تنفيذ أفلام الرُّسوم المتحرِّكة الطويلة، وإعلانات التليفزيون.
وفي الثمانينيات قام المخرج السينمائي ستيفن سبيلبيرج بعرض فيلمه الأول للرسوم المتحركة (أمَرِكان تيل) عام 1986م، كما تعاون سبيلبيرج مع استوديوهات والت ديزني في تنفيذ من قام بتوريط الأرنب روجر (1988م) وهو فيلم نجح في الجمع ما بين مغامرات الأفلام الروائية والرسوم المتحركة.
وقد أدَّى الاعتماد على التقنيات الحديثة، كتنفيذ الرسومات بالحاسوب في أواخر القرن العشرين الميلادي إلى تلاشي الحواجز القائمة بين الواقع الحي للفيلم الروائي والرسوم المتحركة.
فن الأنمي:
كارتون ساندي بيل أحد أفلام فن الأنمي الياباني
خلال سنوات التسعينيات من القرن العشرين ظهر (فن الأنمي) كأحد أنواع الرسوم المتحركة التي تنتجها اليابان، ولفظ الأنمي مشتق من اللفظ الانجليزي (animation) أي الرسوم المتحركة، ويتميز هذا النوع من الرسوم المتحركة بالجودة العالية في رسم الصور، وقد ذاعت شهرته في العديد من البلدان وخاصة البلدان العربية حيث يتم دبلجته إلى اللغات الأخرى